يبدو أن حقبة الزعيم الحالي لتنظيم «داعش» الإرهابي المدعو «أبوإبراهيم الهاشمي القرشي» الذي تولى قيادة التنظيم خلفًا
لـ«أبوبكر البغدادي» الذي قتل في أكتوبر 2019، سيئة على الجماعة الإرهابية، بسقوط المزيد من قياداتها، والتي آخرها مقتل المدعو «أبوياسر العيساوي» زعيم التنظيم في العراق ، ووالي الجنوب بالعراق المدعو «أبوحسن الغريباوي».
وخلال أسبوع واحد فقط، وبالرغم من
استمراره في استخدام شعاراته الوهمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي في شكل رسائل موجهة
لعناصره لإيهامهم بقوته على الأرض، فوّتت القوى الأمنية العراقية الفرصة على «داعش» في التقاط أنفاسه
مجددًا، إذ تعد الضربات التي استهدفت القيادات الرئيسية له قاصمة، في وقت تكاد فيه بلاد الرافدين أن تطوي صفحة الجيل المؤسس
للتنظيم الإرهابي.
للمزيد: ثأر الشهداء.. العراق يلاحق
جيوب «داعش» ومطالبات دولية بدحر التنظيم في سوريا
قتلى زمن القرشي
منذ تولي زعيم داعش الجديد مهام التنظيم الإرهابي، كثّفت القوات العراقية الأمنية بالتعاون مع التحالف الدولي عملياتها العسكرية ضد جيوب التنظيم وملاحقة خلاياه النائمة، إذ تم قتل العديد من القيادات، كان آخرها والى ما يسمى بـ«الجنوب»؛ حيث أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ليل الثلاثاء 2 فبرير 2021، مقتل «أبوحسن الغريباوي»، برفقة المدعو «غانم صباح» المسؤول عن نقل الانتحاريين، مؤكدًا أن مقتلهم جاء وفاء لدماء الشهداء.
وقبل نحو أسبوع، أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الخميس 28 يناير 2021، مقتل المدعو «جبار سلمان علي فرحان هراط العيساوي»، المعروف بـ«أبو ياسر العيساوي، القيادي في التنظيم وزعيم التنظيم في العراق الذي يطلق على نفسه «نائب الخليفة»، مؤكدًا أنه تم قتله برصاص القوات العراقية في عملية عسكرية؛ أثناء ملاحقته من قبل القوات مرات عدة، كم تمكنت القوات من قتل واعتقال الكثير من المقربين منه، أبرزهم «خلدون حميد خلف العبيدي» المكنى بـ« خالد الدليل»، الذي قتل في 6 سبتمبر 2020، خلال عملية إنزال جوي قرب كركوك، أسفرت أيضًا عن مقتل أبي عثمان العصيبي المكنى بـ«أبو كف».
وخلال عام 2020، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب عن مقتل المدعو «عمر الكرطاني»، الذي قال إنه يشغل منصب والي بغداد في التنظيم منتصف يوليو 2020، إضافة إلى إعلان التحالف الدولي لمكافحة التنظيم عن مقتل المدعو «معتز نعمان الجبوري» المعروف بـ«حجي تيسير» والي العراق، في مايو 2020، في عملية بدير الزور على الحدود مع العراق.
كما أعلن في شهر مايو، اعتقال العراقي «عبدالناصر قرداش»، القيادي البارز في التنظيم، بعملية نفذت بين جهاز المخابرات العراقي والتحالف الدولي الذي نسق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
قيادات فى مزبلة التاريخ
شارفت قيادات الجيل الأول للتنظيم الإرهابي على الانتهاء، باستثناء البعض، مثل «أمير المولى، وحجي حميد، وبشار الصميدعي، وأبوالحارث العراقي واسمه الحقيقي زياد عبدالله، وطارق بن الطاهر الحرزي»، حيث رصدت الولايات المتحدة الأمريكية مكافآت لقاء الإبلاغ عن معلومات تفضي إلى قتلهم أو اعتقالهم، تصل بمجملها إلى نحو 12 مليون دولار.
وبرزت في فترة ذروة التنظيم الإرهابي شخصيات قُتلت فيما بعد، مثل «أبوعمر الشيشاني، وحسن المصري، وصلاح قرع باش، وأبوعلي الخليلي، ووسام الشامي، وعبدالله الجزائري، ويونس الجرجري»، بجانب المعتقلين من القيادات داخل سجون قوات «قسد» بسوريا، الأمر الذي يعد مؤشرًا على شلل كامل في ماكينة التجنيد والكسب الجديد للتنظيم الذي كان يعتمد على ما يسميه الهجرة من دول مختلفة إلى ما كان يطلق عليه بـ«أرض الرباط».
ويسعى التنظيم الإرهابي لاستخدام بقايا عناصره والمغرر بهم لتنفيذ مخططاته الإرهابية بتنفيذ المزيد من العمليات، إذ تقوم خلاياه بعمليات ترهيب وابتزاز في المناطق الممتدة من شرق الفرات حتى الحدود العراقية، وهي مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» التي هُزم «داعش» على أيديها في الباغوز السورية، بدعم أمريكي، في مارس 2019، حيث تشكّل البادية السورية، في واقع الأمر، مكانًا لـ«داعش» للاختباء والتقاط الأنفاس، ومن ثم شن هجمات خاطفة ضد القرى المعزولة أو القوافل التي تعبر الطرقات الصحراوية المكشوفة غالبًا والتي يصعب تأمينها كليًّا.
وعن الخطر الداعشي، أكد مسؤولون عراقيون، أنه بالرغم من أهمية الضربات الموجهة للتنظيم الإرهابي، فإن خطر التنظيم ما زال قائمًا، تحديدًا باختراق بغداد وإيصال انتحاريين اثنين إلى وسط العاصمة في 21 يناير 2021، لتنفيذ هجومين مزدوجين سقط ضحيتهما 35 قتيلًا وأكثر من مائة جريح.